• العربية
  • Deutsch
No Result
View All Result
DIVAN Kulturmagazin
  • مجلة الديوان الثقافية
    • عن المجلة
    • هيئة التحرير
    • معايير النشر
  • الأعداد
    • All
    • #1 الوطن
    • #2 المرأة
    كابوس أو مجال للمناورة! النساء الرّوبوت في الأدب المكتوب بالألمانيّة بداية القرنين العشرين والحادي والعشرين

    كابوس أو مجال للمناورة! النساء الرّوبوت في الأدب المكتوب بالألمانيّة بداية القرنين العشرين والحادي والعشرين

    يومياتي مع كتابة رواية “خيط البندول”

    يومياتي مع كتابة رواية “خيط البندول”

    ما وراء الحريم والسياسة في رواية “روح النهر” للروائية السودانية ليلى أبو العلا

    ما وراء الحريم والسياسة في رواية “روح النهر” للروائية السودانية ليلى أبو العلا

    آنا ماري شيمل، ما بين التَّصوف وعلم الجمال. رؤيةٌ رائدةٌ واسترشاديّةٌ إلى الإسلام

    آنا ماري شيمل، ما بين التَّصوف وعلم الجمال. رؤيةٌ رائدةٌ واسترشاديّةٌ إلى الإسلام

    الزير العارف بالنساء

    الزير العارف بالنساء

    الحجارة ليست عثرات، بل هي أساس لِبناء جسر العبور

    الحجارة ليست عثرات، بل هي أساس لِبناء جسر العبور

    المرأة الوافدة ورحلتها في دوحة الأحلام رواية “أيزات” نموذجاً

    المرأة الوافدة ورحلتها في دوحة الأحلام رواية “أيزات” نموذجاً

    رابعة العدوية شاعرة العِرفان الفِطريّ

    رابعة العدوية شاعرة العِرفان الفِطريّ

    صورة المرأة الألمانيّة في الرواية العربية / دراسة تحليلية

    صورة المرأة الألمانيّة في الرواية العربية / دراسة تحليلية

    نبويّة موسى وتعليم المرأة

    نبويّة موسى وتعليم المرأة

    لماذا يمثّل خطاب الكراهيّة عنفاً حقيقيّاً؟ وكيف يمكننا وقفه؟

    لماذا يمثّل خطاب الكراهيّة عنفاً حقيقيّاً؟ وكيف يمكننا وقفه؟

    الرّقمنة كفرصة لتحرّر المرأة الاقتصاديّ

    الرّقمنة كفرصة لتحرّر المرأة الاقتصاديّ

    دور المرأة في الكنيسة الإنجيليّة

    دور المرأة في الكنيسة الإنجيليّة

    تجليات الوعي في سيرة: حين يَبوح النَّخيل، للكاتبة هدى النُّعيميّ

    تجليات الوعي في سيرة: حين يَبوح النَّخيل، للكاتبة هدى النُّعيميّ

    المرأة في الرواية البحرانية

    هل الإنتاج الأدبيّ العربيّ الحاضر يمكن أن يكون مؤثِّراً يوماً ما في الغرب؟

    الصورة الأدبيّة للمرأة في مرآة المجتمع

    الصورة الأدبيّة للمرأة في مرآة المجتمع

    المرأة في الرواية البحرانية

    المرأة في الرواية البحرانية

    الوجه الآخر لصورة الوطن في أدب المهجر، ثنائيّة المرارة والحنين

    الوجه الآخر لصورة الوطن في أدب المهجر، ثنائيّة المرارة والحنين

    الوطن في القرآن

    مِن كتاب على قدر أهل العزم

    مِن كتاب على قدر أهل العزم

    • #1 الوطن
  • الديوان – البيت الثقافي العربي
  • الديوان سنتر
  • تواصل معنا
DIVAN Kulturmagazin
  • مجلة الديوان الثقافية
    • عن المجلة
    • هيئة التحرير
    • معايير النشر
  • الأعداد
    • All
    • #1 الوطن
    • #2 المرأة
    كابوس أو مجال للمناورة! النساء الرّوبوت في الأدب المكتوب بالألمانيّة بداية القرنين العشرين والحادي والعشرين

    كابوس أو مجال للمناورة! النساء الرّوبوت في الأدب المكتوب بالألمانيّة بداية القرنين العشرين والحادي والعشرين

    يومياتي مع كتابة رواية “خيط البندول”

    يومياتي مع كتابة رواية “خيط البندول”

    ما وراء الحريم والسياسة في رواية “روح النهر” للروائية السودانية ليلى أبو العلا

    ما وراء الحريم والسياسة في رواية “روح النهر” للروائية السودانية ليلى أبو العلا

    آنا ماري شيمل، ما بين التَّصوف وعلم الجمال. رؤيةٌ رائدةٌ واسترشاديّةٌ إلى الإسلام

    آنا ماري شيمل، ما بين التَّصوف وعلم الجمال. رؤيةٌ رائدةٌ واسترشاديّةٌ إلى الإسلام

    الزير العارف بالنساء

    الزير العارف بالنساء

    الحجارة ليست عثرات، بل هي أساس لِبناء جسر العبور

    الحجارة ليست عثرات، بل هي أساس لِبناء جسر العبور

    المرأة الوافدة ورحلتها في دوحة الأحلام رواية “أيزات” نموذجاً

    المرأة الوافدة ورحلتها في دوحة الأحلام رواية “أيزات” نموذجاً

    رابعة العدوية شاعرة العِرفان الفِطريّ

    رابعة العدوية شاعرة العِرفان الفِطريّ

    صورة المرأة الألمانيّة في الرواية العربية / دراسة تحليلية

    صورة المرأة الألمانيّة في الرواية العربية / دراسة تحليلية

    نبويّة موسى وتعليم المرأة

    نبويّة موسى وتعليم المرأة

    لماذا يمثّل خطاب الكراهيّة عنفاً حقيقيّاً؟ وكيف يمكننا وقفه؟

    لماذا يمثّل خطاب الكراهيّة عنفاً حقيقيّاً؟ وكيف يمكننا وقفه؟

    الرّقمنة كفرصة لتحرّر المرأة الاقتصاديّ

    الرّقمنة كفرصة لتحرّر المرأة الاقتصاديّ

    دور المرأة في الكنيسة الإنجيليّة

    دور المرأة في الكنيسة الإنجيليّة

    تجليات الوعي في سيرة: حين يَبوح النَّخيل، للكاتبة هدى النُّعيميّ

    تجليات الوعي في سيرة: حين يَبوح النَّخيل، للكاتبة هدى النُّعيميّ

    المرأة في الرواية البحرانية

    هل الإنتاج الأدبيّ العربيّ الحاضر يمكن أن يكون مؤثِّراً يوماً ما في الغرب؟

    الصورة الأدبيّة للمرأة في مرآة المجتمع

    الصورة الأدبيّة للمرأة في مرآة المجتمع

    المرأة في الرواية البحرانية

    المرأة في الرواية البحرانية

    الوجه الآخر لصورة الوطن في أدب المهجر، ثنائيّة المرارة والحنين

    الوجه الآخر لصورة الوطن في أدب المهجر، ثنائيّة المرارة والحنين

    الوطن في القرآن

    مِن كتاب على قدر أهل العزم

    مِن كتاب على قدر أهل العزم

    • #1 الوطن
  • الديوان – البيت الثقافي العربي
  • الديوان سنتر
  • تواصل معنا
No Result
View All Result
DIVAN Kulturmagazin
No Result
View All Result
  • العربية
  • Deutsch

أن تقبض على روح المدينة متلبسة،  في تفكيك طريقة إحساس المرء بالمكان كتجربة شخصية

ندى حطيط

1. سبتمبر 2023
Reading Time: 1 min read
A A
Share on FacebookShare on Twitter

“يمكنك أن تصاب بالجنون في محاولة للكتابة عن مدينة”.

دواير ميرفي، روائي أمريكيّ.

أن تحاول كروائيّ أو كاتب مُذكَّرات اِتخاذ مدينة ما موضوعًا، فتقبض على روحها لتبني نصوصك حولها وفي أجوائها المكانيّة، لتبدو بالفعل مَهمّة مُحيّرة حدَّ الاِستحالة. فعن ماذا ستكتب:

تحميل المقال

عن المدينة التي كنت تعرفها صغيرًا، شوارعها التي تغيَّرتْ ومَحلاتها التي اختفت ومقاهيها التي لم تعد قائمة، فلم تعد مدينتك حينها تشبه الحالية في شيء؟ أو عن المدينة التي سيعثر عليها الزوار غدًا إن جاؤوا سائحين، حيث الشّوارع العريضة والمباني الكبيرة والمطاعم الشّهيرة والأضواء، أم تلك المُختفية فِي الشّوارع الجانبيّة حيث دور “السينما” الصغيرة، والمطاعم الشعبيّة التي تعمل على مدار 24 ساعة، ومكتبات الكتب المستعملة، وأكشاك الصحف، والحانات وعُلب الليل التي لا يصل إليها إلا أصحاب المنطقة؟

إنّ أيّ نصّ أدبيّ حول التّجربة الشخصيّة للمكان سيأخذ دون شكّ ما لا يقل عن العامين؛ ما بين اِكتماله، ووصول الكتاب المطبوع ليد القارئ، وسرعان ما سيجد المرء كثيرًا مِن المواقع الّتي سجّلها قد تسربّت من اليدين مُجددًا: واجهة ذلك المَتجر قد تغيرت، وما كان فرنًا للكعك أصبح فرعًا لبنك، ومقر الحزب صار متجرًا لبيع الدّواجن، فكأن المدينة سيّدة تغيّر ثيابها بين كلّ عُطلة نهاية أسبوع وأخرى. ثم هل المدينة أماكن أم أشخاص، تجارب أم أصوات، هدوء أم صخب وضوضاء، روائح أم حكايات، صُحف أم سيارات أجرة، محطات قطار أم كورنيش ميناء، جامعة عتيقة أو حي دبلوماسيّ، إشارات المرور أم مَقاعد الاِنتظار، المُستشفيات أم حدائق الأحياء، المقابر أم الأرصفة وكتابات الجدران؟ وماذا عن الجرائم الشّهيرة، والسّرقات الكبرى، وأماكن المقابر الجماعيّة، والحواجز وخطوط التّماس– إن كنت مثلي مِن مدينة شهدت حروبًا أهليّة؟ وماذا عن الطقس والمطر، الضوء ودرجة الحرارة؟ والأسماء؟ هل نحتاج إلى سجل رسمي لتسميات الأماكن والأجواء بلهجة سكانها أم نطلق عليها أسماء خياليّة من عفو الخاطر؟ ولعل السّؤال الأهم يظل ذائقة الكاتب ذاته. فهل هو يكتب عن مدينته من وحي العيش المباشر واللّحظيّ فيها، أم كتجربة نوستالجيا لاستعادة ماضٍ قبل الغربة القسرية. وهل يكتبها كحبيبة أولى، أم هو يقارنها بأخريات عرفهّن في غربته وترحاله: أن تكتب بيروت بعدما غرقت في حياة باريس أو لندن مثلاً، ليس أبدًا كأن تكتب بيروت وأنت أقصى رحلة خارجها أخذتك نحو صيدا – كيلوميترات قليلة نحو الجنوب – وهل يكتب الرجال عن مدنهم، كما قد ترسمها النساء؟ وهل يرى مهاجر خاسر حزين مدينته كمن تركها سعيدًا هنيئًا بحثًا عن أيّام أفضل؟

فإذن من أين نبدأ؟

لقد مدّنا الأدب الأوروبيّ المُعاصر بِتجربةٍ مُثيرةٍ للاهتمام في البحث عن روح المدينة مِن خلال تأثيراتها النَّفسيّة على الأفراد، وهي لذلك اِستعارت اِسمها “سايكو- جيوغرافي” أو (الجغرافية النفسيّة)، وهو مصطلح مِن مساحة التقاطع الخلّاق بين التّحليل النفسي، وجغرافيا البيئات الحضريّة.

وهل يكتب الرجال عن مدنهم، كما قد ترسمها النساء؟ وهل يرى مهاجر خاسر حزين مدينته كمن تركها سعيداً هنيئاً بحثاً عن أيّام أفضل؟

وتقوم نظريّة “السايكو- جيوغرافي”، بشكلها الفضفاض على اختبار المشاعر، والعواطف الذاتيّة من خلال التجوّل مشيًا عبر الأماكن المختلفة، وفق طُرق مُبتكرة، ومتمردة على السائد وربّما بلا خطّة (drift)، ومِن ثمّ إطلاق العنان للحواس لتسجيل التجربة المميزة لتذوّق عين المكان. وكثيرًا ما تُنتج هذه الجولات إحساسات يُسجّلها البعض وفق أدواتهم الذاتية للتعبير: من مثل كتابة وصفيّة، أو نحتًا روائيًا أو رسومًا “اِسكتشيّة” أو حتّى مُسوحًا مِعماريّة مدعومة بالصور والقياسات، أو أفلامًا وثائقيّة.

وعلى الرّغم من أنّ الاعتراف بمصطلح “سايكو- جيوغرافي”، كان بقلم المُنظر الماركسيّ الفرنسيّ “غاي ديبورد” في العام 1955م، إلا أن هنالك ما يشبه الإجماع على أنّ الفكرة مُستوحاة مِن مَفهوم للشاعر والكاتب الفرنسي “تشارلز بودلير” في القرن التاسع عشر عن “الفلانور” – ما يعادل المتجوّل الحضريّ لأجل التجوّل – وقد أصبح الأمر لاحقًا موضع تجارب للعديد من المعماريين، والفنانيين، والثوريين، والروائيين، في محاولاتهم المتباينة الدّوافع، للقبض على جوانب من روح مُدنهم وأحيائهم، التي لا يمكن العثور عليها في الكتيبات السياحيّة أو السجلات الرسميّة. وغالبًا ما تكون المواد التّسجيليّة الّتي يرجع بها هؤلاء من جولاتهم “السيكو- جيوغرافيّة”، غنيّة فكأنها سِجل تاريخيّ حقيقيّ للمكان في برهة مُحددة من الزّمان.

تأثرت مُمارسة “السايكو- جيوغرافي”، بجذورها المُتمردة والغامضة الّتي بدأت مِن تفاعلات ساحرة بين ثوريين ماركسيين، و”أناركيين” فوضويين، مع فنانين، وشعراء “دادائيين وسورياليين” –حيث شكلوا لاحقًا بعد مؤتمر لهم في إيطاليا عام 7591م، ما صار يُعرف بالأممية التموضعيّة (Situationist International)، التي حلّت رسميًا في 2791م- ولذلك طالما انحازت ممارستها إلى نوع من المرح العابث، وممارسة تحدٍ للسائد، وكسر للحاجز بين الثقافة النّخبويّة والحياة اليومية من خلال فعل الضّياع غير المبرمج والتيه مشيًا في قطاع معيّن من المدينة. وعدو هذه التجربة دائمًا هو السير الهادف الذي يرتبط بجدول أعمال مُسبّق لأن ذلك –وفق “السيكوجيوغرافيين”- يُسقط من الإحساس جوانب هامّة من الطريقة التي نختبر بها كبشر العالم الحضري.

الروائي كفلانور (Flaneur)

خَمُلَ ذِكْرُ “السايكو- جيوغرافي”، بعد غياب الأمّميّة التَّموضعيّة وتفرّق نجومها، لا سيّما بعد هزيمة ثورة الطلاّب في فرنسا (1968) ، واسترداد اليمين زمام المبادرة الثقافيّة هناك. على أن الإمكانات المُغريّة لأسلوب الغوص في قلب المناطق الحضريّة، وقراءة المدينة، في مستوى لا تلتقطه التجارب المَشهديّة الطابع، الّتي يقوم عليها نموذج الاستهلاك السياحيّ للمكان، منح “السايكو-جيوغرافي”، حياة جديدة بداية من عقد التسعينيات، وتقاطر كُتَّاب، وفنانون، وصانعوا أفلام، بل ومحرضون ثوريون، لاِستعادة الفكرة مجددًا أساسًا كأداة لاختبار روح الأمكنة.

ولعّل أبرز التّجارب على الإطلاق في إطار هذه الاستعادة “للسايكو- جيوغرافي”، أتت من الأديب والروائي البريطانيّ إيان سنكلير (مواليد 1943)، الّذي دبّج مجموعة هامة من الأعمال المُستقاة من جولات “سايكو-جيوغرافيّة” في أجزاء مُختلفة من مدينة لندن أصبحت تعدّ مداخل لا بدّ منها لاستيعاب روح هذه المدينة العريقة، والثريّة الثقافة، ما وراء نسق الترويج التجاري المُعتاد الذي يستهلكه ملايين السياح الأجانب دون لمس روح المدينة الحقيقية. ويبدو النصّ لدى الكاتب “لويس سنكلير”، متينًا ليس بفضل قوّة موهبة النثر حصرًا، وإنما لاستمداده مادة نثره من تجربة تعايش حقيقي مع المكان، فتتحوّل الصّور الحضريّة في يديه إلى لوحات شعريّة أكثر سحرًا مِن الخيال. إنَّها وفق النّاقد “مايكل هوفمان” أشبه بإعادة بناء كليّة للحيّز الحضريّ مِن خلال اللُّغة.

عند “سنكلير”، فإنَّ مَسيرتهُ “سايكو-جيوغرافيّاً”، أقرب لِمُمَارسةٍ طُقوسيّةٍ تطهريّةٍ مِن وعثاء الحداثة، ووسيلة للتصدي للمنظومةِ الميكانيكيّة، الّتي تَضغطُ على اِستمراريّة الإحساس الفردي بـ “الزّمكان”، وفعل تمرّد ضد العالم المُعاصر، وطريقة إنتاجه للفضاء العام. ومن الجليّ أنّ كتاباته استدعت اهتمام كُتَّاب، وروائيين، ومدونين آخرين من أرجاء العالم “الإنجلو- ساكسوني”، وأضاف هؤلاء من تجاربهم “السايكو-جيوغرافيّة” في نيويورك، ولوس أنجليس، ونيو أورليانز، ومومباي، وسيدني، وغيرها أبعادًا مُثيرة للاهتمام لعمليّة صياغة النّصّ الرّوائيّ عن المُدن، والبعد الذاتي للعلاقة بالأماكن. ولا تقتصر تلك التّجارب على خوض غمار المدينة بحثًا عن جوانبها السريّة المُستغلقة على المنشغلين فحسب، بل وأصبحت بمثابة وصفة لاستعادة (سحر) أماكن وأجزاء من البيئة الحضريّة يتمّ تجاهلها أو لا تخضع في العادة للاهتمام، ومختبر لقراءة العلاقات العاطفيّة اللاعقلانيّة والأسطوريّة التي تربط بين مواقع أو مبانٍ مهجورة وسكان المدينة. كما أنّ ممارسة “السايكو-جيوغرافي” قد تكون مؤثرة بشكل خاص في مواضع شهدت خبرات جرائم أو مُعاناة بشريّة قد لا تعني السياح أو نسيها السكان المحليون مع تعاقب السنين، فكأنها حينئذ تأريخ جديد، وكسر لطغيان خلل الذاكرة الجمعيّة الانتقائيّة لا سيّما في مُدن واجهت صدمات كبرى كبرلين مثلاً، وأداة نقديّة لاستجواب شقوق التاريخ.

إنّ العمل الرّوائيّ الّذي يتخذ من مدينة ما موضوعًا له لا شكّ سيكتسب عمقًا، وثراءً، وقدرةً، على الكشف إنْ هو اِستند إلى مادة “سايكو-جيوغرافية”، فجعل غير المرئي مُتجسّدًا في نصّ مُستوحى مِن تجربة تمرد واِنجراف ولقاءات صدفة مع واقع الأشياء فِي منطقة التقاطع بين الأمكنة والأزمنة لهو فعل سياسيّ عالي النبرة، وخطاب مستلّ من تجارب عيش بشري تمنح الرّواية سلطة أدبيّة عُليا.

ومع سيطرة النّموذج “النيو- ليبرالي” على معمار مدننا المعاصرة، وغلبة غابات الخرسانة، والصلب، والزجاج على الأُفق الحضريّ لمعظمها، وتسارع اِندثار الأجزاء ذات الطّابع الحميميّ، والثّقافيّ فيها لِمصلحةِ الحيّزات المُعقمة والباردة، فإنّ الكتابة الرّوائيّة عَن المكان، وعلاقتنا فيه كأفراد بالاستفادةِ مِن مَنهج “السيكو- جيوغرافي” تبدو لذلك مَسألة أكثر إلحاحًا مِن أيّ وقتٍ مضى، أقلّه كذاكرة شعبيّة لحفظ تاريخ يُراد له ألا يكون تاريخًا. إنّ مُدننا تتحرك مِن تحت أقدامنا، وتتقلَّب هُوياتها قبل أن نمتلك ترف الوقت لاستيعابها، ولذا فإنني أزعم بأنّ الرّوائيّ (الفلانور) سيكون “شامان” قبائلنا في هذا العصر.


ندى حطيط

إعلاميّة، وكاتبة، وصانعة أفلام وثائقية، لبنانيّة- بريطانية الجنسيّة. حائزة على دبلوم دراسات عليا في الإخراج المسرحيّ (كلية الفنون- لبنان) وإجازة في الصّحافة (كلية الإعلام- لبنان)، وماجستير بدرجة شرف في صناعة الأفلام الوثائقيّة (جامعة كينغستون – لندن). لها ديوان شعر منشور 2019 (لا مدينة تلبسني)، وكتاب مطبوع 2012 (بماذا يفكر العالم). وكتاب جماعي صدر حديثًا 2022 (الرّسائل اللُّبنانيّة: قرنٌ مِن القلق بين الانتداب والتّحرير(.

Previous Post

الوطنُ الحلمُ

Next Post

مفهوم الوطن شعرياً، ما بين الأدباء العرب والصينين

Verwandte Magazine

كابوس أو مجال للمناورة! النساء الرّوبوت في الأدب المكتوب بالألمانيّة بداية القرنين العشرين والحادي والعشرين
#2 المرأة

كابوس أو مجال للمناورة! النساء الرّوبوت في الأدب المكتوب بالألمانيّة بداية القرنين العشرين والحادي والعشرين

منذ العصر الرومانسيّ ثمّة تراكمات متكرّرة في الأدب الأوروبيّ لأشكال الخطاب المتعلّق بالتكنولوجيا والجنوسة (الجندر). فغالباً ما يتمّ تخيّل الدّمى...

يومياتي مع كتابة رواية “خيط البندول”
#2 المرأة

يومياتي مع كتابة رواية “خيط البندول”

بعد وصولي إلى ألمانيا بسنة، وفِطامي القسريِّ عن حياتي الأليفة في بلدي، وانهماكي في دروس اللُغة الألمانية، ومحاولاتي بانتشال نفسي...

ما وراء الحريم والسياسة في رواية “روح النهر” للروائية السودانية ليلى أبو العلا
#2 المرأة

ما وراء الحريم والسياسة في رواية “روح النهر” للروائية السودانية ليلى أبو العلا

تُعَدُّ الرِّوائيَّة ليلى أبو العلا من أهم الأديبات الإفريقيات اللاتي نالت أعمالُهُنَّ الرِّوائيَّة حول المرأة المُسلمة والثَّقافة الإسلاميَّة وقيم الحداثة...

آنا ماري شيمل، ما بين التَّصوف وعلم الجمال. رؤيةٌ رائدةٌ واسترشاديّةٌ إلى الإسلام
#2 المرأة

آنا ماري شيمل، ما بين التَّصوف وعلم الجمال. رؤيةٌ رائدةٌ واسترشاديّةٌ إلى الإسلام

تميّزت المُستشرقة الألمانيّة الفذة آنا ماريَّ شيمَل (1922-2003م) في أوساط العلوم الإسلاميّةِ والاسْتِشْراقيَّةِ الألمانيّة والعالميّة في زمانها بِنظرتها المُتفرِّدة والعاشقة...

الزير العارف بالنساء
#2 المرأة

الزير العارف بالنساء

قبل مئة عام كانت ولادته، وقبل خمسة وعشرين عاماً وفاته؛ إنّه الشّاعر العربيّ، والدُّبلوماسيّ السّوري نزار قبّاني، الّذي أعطى من...

الحجارة ليست عثرات، بل هي أساس لِبناء جسر العبور
#2 المرأة

الحجارة ليست عثرات، بل هي أساس لِبناء جسر العبور

لحق الدمار والتفكك الاجتماعي عدداً كبيراً من الدول العربية، وانحدرت بعضها للحروب الأهلية أو الاحتقان الطائفي، لكن ذلك كله لم...

المرأة الوافدة ورحلتها في دوحة الأحلام رواية “أيزات” نموذجاً
#2 المرأة

المرأة الوافدة ورحلتها في دوحة الأحلام رواية “أيزات” نموذجاً

1."تَبتَسِم الدَّوحة في وَجهِك كَأُمٍّ مُشفِقةٍ حَنون، ليس كلّ المُدن تَملِكُ مِثل هذا الكرم" تحميل المقال ينغمسُ القارئُ في أغوارِ...

رابعة العدوية شاعرة العِرفان الفِطريّ
#2 المرأة

رابعة العدوية شاعرة العِرفان الفِطريّ

إن الكتابة عن تاريخ رابعة العدوية ولادةً ووفاةً ونسباً ليس بالأمر السهل، واختصاراً للجدل في هذا الموضوع يمكن الاعتماد على...

صورة المرأة الألمانيّة في الرواية العربية / دراسة تحليلية
#2 المرأة

صورة المرأة الألمانيّة في الرواية العربية / دراسة تحليلية

شهدتِ الفترة الأخيرة حركةً نشطة للرواية العربية في ألمانيا، التي بدأت ترسم ملامح خاصة بها من خلال سمات مُحددة وإن...

نبويّة موسى وتعليم المرأة
#2 المرأة

نبويّة موسى وتعليم المرأة

تنتمي نبويّة موسى (1886-1951) إلى الجيل الأوّل للناشطات في مجال حقوق المرأة في مصر، فقد كانت أوّل مدرّسة للغة العربيّة،...

Load More
Next Post
مفهوم الوطن شعرياً، ما بين الأدباء العرب والصينين

مفهوم الوطن شعرياً، ما بين الأدباء العرب والصينين

تحميل كامل العدد PDF >
DIVAN Kulturmagazin

© 2024 DIVAN Kulturmagazin - .

  • مجلة الديوان الثقافية
  • الأعداد
  • الديوان – البيت الثقافي العربي
  • ديوان سنتر
  • تواصل معنا

Welcome Back!

Login to your account below

Forgotten Password?

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In
No Result
View All Result
  • مجلة الديوان الثقافية
    • عن المجلة
    • هيئة التحرير
    • معايير النشر
  • الأعداد
    • #1 الوطن
  • الديوان – البيت الثقافي العربي
  • الديوان سنتر
  • تواصل معنا

© 2024 DIVAN Kulturmagazin - .

  • العربية
  • Deutsch